Thursday, May 10, 2007

اشارة انذار


التوتر هو ثمرة لافكارنا وفشلنا هو الابن الشرعي لاختيارنا المتعمد المقصود


عباره عندما قرأتها شعرت انها تضيء الضوء الاصفر المحفز على الانتباه ... وعندها بدأت منبهاتي الحسيه في العمل ... واخذت تطلق اشارات الانذار تنذر بضروره الغوص داخل اعماق النفس في محاوله لاصطياد معنى لاخطاءنا مخالف لمبدأ تعليقها على شماعه الظروف و الملابسات ... و الوصول لحقيقه مجرده هي ان ارتسام القلق داخل عقولنا هو بفعل متعمد من ايدي افكارنا التي في الغالب ما تكون طمست معالم حقيقيه خلف غبار الشكوك ... وعندما امعنت النظر في كل منهما اخذت افكاري تعاود الرسم من جديد لتخلق لون من الوان التشكك في العلاقه بين التوتر وارتكاب الأخطاء.


وفي رحلتي بين التوتر والفشل في الاختيار ... اكتشفت ان القلق قد يكون من اهم الاسباب التي تحضنا على اقتراف الفشل اذ اننا كثيراً ما نغرق في خضم احداث متضاربه تحث جهازنا العصبي على الكف عن ممارسه حقه الشرعي في الاسترخاء ... وتلح علينا افكار تتعلق باحداث كثيره متداخله تجعلنا فريسه لظنون قد تبتعد تمام البعد عن كل ما هو حقيقي وفي الغالب يحدث ذلك عندما نقع تحت طائله القلق من الفقدان ... وعندما اقول فقدان اقصد به خوفنا من افتقاد ميزه ما قد تكون من الاهميه لنتشبث بها في مجالنا لإاقتناعنا بأهميتها لبقاءنا في حيز الحياة ونتيجة لسلب هذا الحق عنا تطمس معالم الصوره ويتوة الدليل الذي يصوب افكارنا بإتجاه المنطق وتسيطر علينا حاله من الخوف الشديد الذي قد يصعد بنا بدايه من القلق مروراً بالفزع ووصولاً الى الهلع ... فنتعرض لهبوط اضطراري نتيجة ارتكاب اخطاء مرتبطه بإتخاذ قرار متعلق بهذه الميزات ... وفي الغالب تكون اكثر الأخطاء التي يرتكبها الإنسان في حياته … كانت نتيجة لمواقف ... كان من الواجب فيها أن يقول لا … فقال نعم




من منا لم يقف على عتبه المستقبل يتلصص بعين مكسوره على ما ارتكبه من اخطاء ... ومن الذي لا يعاود الندم على تصرف في الغالب قد يكون تعمد الوقوع به دون ادراك منه وتمنى يعود الزمن ادراجه حتى لا يعاود كره الفرار من المواجهه ولكن بكل اسف نحن لا نقترف محاوله الاصلاح الا عندما يمضي قطار العمر معلنا حظر العوده لمحطاته السابقه وكأن الاعتراف بالاخطاء جريمه لا يصح لنا التعلم منها لتبرئه ساحة اخطائنا المستقبليه



وخرقاً لما تعرضنا له من مواطن مظلمه قد تبعث اليأس في انحاء ما اقترفناه من اخطاء في حقوق انفسنا دعونا نعترف ان هناك خطوط متوازيه قد نكون مجبرين على جعلها تتقابل لتخترق قباحة الواقع بشعاع ضوء ما هو الا خليط من امل ومثابره ليولد داخلنا تحدي قادر على مواجهة طوفان الإكتآب ... دعونا نستحضر عبارة الكاتب الشهير انتوني روبنز وهي ( وحدهم سكان القبور لا يواجهون المشاكل ) ونعاود تشكيلها من جديد لتكون عباره جديده (وحدهم سكان القبور لا يعانون من اقتراف الاخطاء) ... واعترافاً بأن للفشل وجهان فهيا نوصد ابواب النفس بوجهه القبيح ... الهروب من الاعتراف بالخطا... ونشرع نوافذها لوجهه المجمل ونقول ليس العبره بالفشل فالأفعال هي مجموعه من المحاولا ت لذا فلابد ان نفشل ما لا نتوقف عن المحاوله ... وليس من العار ان نفشل ولكن من العار ان نتجاهل الفشل ولا نتخذ منه العبره لخلق النجاح



"جنى"


Tuesday, May 8, 2007

ثلاثة وجوه لعمله واحده




استوقفتني عباره استطيع ان اطلق عليها قول مأثوروهي :هكذا طبعي لا استطيع تغييره فالطبع يغلب التطبع وقد جذبتني هذه المقوله الي التمعن في النفس البشريه فادركت ان النفس البشريه ما هي الا صندوق مليء بالاسرار الانهائيه و ليس المقصود هنا اسرار نود اخفائها ... ولكن هي اسرار تتعلق بنا نحن شخصياً وبطباعنا ... وقد لا نكون على علم بوجودها داخلنا وبإختلاف شخصياتنا وتركيباتنا النفسيه ... على سبيل المثال لا الحصر ... فهناك المتواضع ... وهناك من يمتلك الثقه بالنفس ... واخر من يتملكه الغرور


وهنا ويجب التفريق بين ثلاثه : (التواضع) (الثقة بالنفس) و (الغرور) : وهنا تستحضرني عباره اعجبتني كثيراً ... قالتها احلام مستغانمي في احد رواياتها تقول ..في الواقع ... التواضع كلمة لا تناسبني تماماً ... أن تتواضع يعني أن تعتقد أنك مهم لسبب أو لآخر ... ثم تقوم بجهد التنازل والتساوي لبعض الوقت بالآخرين دون أن تنسى تماما أنك أهم منهم.


اما الثقه بالنفس فهي من الصفات التي تدعم الشخصيه وتعززها ... ولها مظاهر معينه تتحدد في النشاط الاجتماعي والانفعال السلوكي السوي والذي يبرز بصوره ملحوظه على النفس ... ومن خلال العلاقات الاجتماعيه المتسمه بالمحبه والتعاون وحب المشاركة مع الآخرين ... وعادتاً ما يكتسب الفرد هذه الصفات من خلال ...تكرار النجاح ... والقدرة على تجاوز الصعوبات والمواقف المحرجة والحكمة في التعامل وتوطين النفس على تقبّل النتائج مهما كانت وهذا شيء إيجابي



والمغرور هو الشخص الذي يحب نفسه كثيراً ... وهنا تكشف الانا عن نفسها تفسر لنا لغز الغرور ... تعترف بوجودها وأعتزازها بصداقتها الحميمة للذات ومن هنا نستطيع ان نستخلص ان ... لقاء الأنا مع الذات هو غرور غير مشروع !!! وفي نهاية القاء نستطيع ان نجزم ان ... الغرور إفلاس للنفس ... والزهد غنى النفس فالغرور شعور بالعظمة وتوهّم الكمال ... أي أنّ الفرق بين الثقة بالنفس وبين الغرور هو أنّ الأولى تقدير للامكانات المتوافرة ... أمّا الغرور ففقدان أو إساءة لهذا التقدير ... وقد تزداد الثقة بالنفس للدرجة التي يرى صاحبها في نفسه القدرة على كلّ شيء ... فتنقلب إلى غرور ... إنّ شعورنا بالرضا عن إنجازاتنا وتفوقنا مبرر إلى حدٍّ ما ... لكن شعورنا بالانتفاخ فلا مبرر له



لو درسنا شخصية أي مغرور أو أية مغرورة ... لرأينا أن هناك خطأً في تقييم وتقدير كل منهما لنفسه ... فالمغرور شاباً كان أو فتاة ... رجلاً كان أو امرأة ... يرى نفسه مفخمة وأكبر من حجمها ... بل وأكبر من غيرها أيضاً ... فيداخله العجب ويشعر بالزهو والخيلاء لخصلة يمتاز بها ... أو يتفوّق بها على غيره ... وقد لا تكون بالضرورة نتيجة جهد شخصي بذله لتحصيلها ... وإنّما قد تكون هبة أو منحة حباه الله إياها .وهذا يعني أن نظرة المغرور إلى نفسه غير متوازنة ... ففي الوقت الذي ينظر إلى نفسه باكبار ومغالاة ... تراه ينظر إلى غيره باستصغار وإجحاف ... فلا نظرته إلى نفسه صحيحة ولا نظرته إلى غيره سليمة فالغرور ظاهرة المرضية هي من أخطر ما يصيب الانسان ... ويقوده الى المهالك ... ويورطه في مواقف ... قد تنتهي به الى مأساة مفجعة


صوّرها القرآن بقوله: (إنّ الانسان لَيطغى * أن رآه استغنى).العلق / 6 ـ 7
وحذر من تلك الظاهرة في ايراده لوصية لقمان لابنه

ولا تُصَعِّر خدّك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إنّ الله لا يحبّ كلّ مُختال فخور.(لقمان / 18) انك لن تخرِقَ الارضَ ولن تبلغَ الجبالَ طولاً. الاسراء / 37


ولذلك فشعور المغرور بالانتفاخ فلا مبرر له هو أشبه بالهواء الذي يدور داخل بالون أو بالورم الذي قد يحسبه البعض سمنة العافية وما هو بالعافية وفي ذلك يقول الشاعرأُعيذها نظرات منكَ صادقةً***أن تحسبَ الشحمَ فيمن شحمُه ورمُو


لذا لابد وان تكون هناك وقفه مع انفسنا اولا ثم مع من نتعامل معهم ثانياً وعندما نقرر ذلك لابد وان نكون موضوعيين في مواجهة انفسنا نكون موضوعيين في تقييمنا لغيرنا و أن نقدر كلّ شيء تقديراً طبيعياً بلا مغالاة أو مبالغة أو تضخيم ... وبلا إجحاف أو غمط أو تقزيم


وانطلاقاً من قناعتانا التامه بقوله تعالى: (فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ )لقمان:33 لابد وان نحاول جاهدين الاجابه على التساؤلات التي بمقتضاها نستطيع ان نحكم على انفسنا وعلى الاخرين خوفاً من ان نكون من المغرورين ... فالمغرور في الدنيا مسكين وفي الآخرة مغبون ... لأنه باع الأفضل بالأدنى ... ولا تعجب بنفسك... فربما اغتررت بمالك وصحة جسدك ... إن لعللك تبقى... وربما اغتررت بطول عمرك وأولادك وأصحابك لعلك تنجو بهم ... وربما أقمت نفسك على العبادة متكلفاً والله يريد الإخلاص ... وربما توهمت أنك تدعو الله وأنت تدعو سواه وهي


كيف نستطيع ان نحكم على انفسنا ؟؟
وما هي الظواهر التي تمكنا من الحكم على الاخرين ؟؟
وما هو اعتقادنا الشخصي تجاه لتواضع ؟؟
على يقين اننا نملك من الامانه لعرض نتائجنا في الحكم سواء على انفسنا او على الاخرين ... للإستفاده العامه


"جنى"