Friday, November 11, 2011

نحن في قلوب الآخرين








الى كل من يهوى التأمل ويحيا ليكتشف كل يوم شيئاً

في كل ليلة تنقضي نعرف انفسنا اكثر ونعرف الاخرين اكثر ونكتشف الدنيا اكثر او ندعي اننا نعرفهم .. فمن منا يستطيع ان يجزم اي شيء في اي شيء .. وتباعاً كيف لنا ان نقيم انفسنا في قلوب الاخرين ونقيس مقدارنا لديهم دون ان ندرك ميزان مشاعرهم ووحدة قياس تقدير مشاعرنا لديهم على ذلك الميزان الحساس الذي يتأرجح بفعل ايدينا عندما نتمنى ان نكون اكثر وزناً في قلوب الآخرين

حينها فقط لا نستطيع سوى ان نحلم ونبني تلك الاوهام على الضفاف قصوراً .. فنتصور اننا نشغل حيز اهتمامهم بنفس قدره لدينا .. فنعدوا صوب سراب ونستيقظ لنجد انفسنا وقد تشبهنا براقصة بالية تقف على اطراف خيبتها تصارع السقوط في هوة الخذلان فتحيا الحقيقة المرة .. وتصبح مع العاده فاقدة الثقة او فاقدة القدرة على تقييم الذات في عيون وقلوب الاخرين بل وعلى تقييمهم ايضاً

وما يطرح نفسه هنا هو كيف لنا ان نعطي لأنفسنا الحق في ان نستشعر مقدارنا في قلوب الآخرين دون ان نستأصل قلوبهم ونقوم بتشريح مشاعرهم لنتعرف على حقيقتنا لديهم ؟

كيف يستطيع هؤلاء ان يشغلون ذاك الحيز من وجداننا وان يحتفظوا بأزهار حبنا لهم بهذا القدر من الصمود امام جفاف مشاعرهم تجاهنا ؟

اتسائل : متى ينقضي هذا البله المقصود تجاه انفسنا ؟

وكم من الزمن يلزمنا لنتعلم ان لا ننخدع بالسراب مهما بلغ حجم عطشنا العاطفي ؟

وكيف لنا ان نكتشف اشباه النبلاء وان نُسقط فرسان الروايات الهابطه ونلطخ الوانهم الصناعية التي تُلبسنا اثواب مزركشة ومبهجة في انتظار لحظة انتحار متوقعة وقريبة ؟

واي قدرة لديهم تمنحهم ذلك القدر من الجبروت تجاه مشاعرنا وهذا القدر من الاحتراف ليتلقفونا بين اقدامهم الى ان يحرزوا اهدافهم في مرمى قلوبنا فنهزم هزيمة ساحقة ؟

اي قلوب صينية يمتلكون حتى تتلون وتثنى وتفرد وتحيا بلا ذكريات او حتى هاجس مشاعر قد كانت يوماً في قلوب اخرين تجاههم ؟

جنى

Saturday, September 17, 2011

بائع الفستق - لريم بسيوني









تعتمد الرواية على تيمة الحب ظاهريا بينما نتابع اسقاطات سياسية مصاحبة للاحداث .. حيث يتابع المتلقي قصة الحب الثلاثية الابعاد بين البطل اشرف داوود وهو مذدوج الجنسية حيث يحمل الجنسية المصرية والبريطانية وهو من اصل مصري وقضى عمرة في بريطانيا وهو نموذج للراسمالية و النفوذ .. ووفاء وهي فتاة مصرية عادية وتقليدية ومتشبثة بالعادات و القاليد المصرية .. ولبني الفتاة الشيوعية القوية التي تنادي بالعدل و المساواه

وفي الحقيقة يجد القاريء نفسة مستدرج الى اسقاطات سياسية تجسدها شخصيات واشياء متعدده في الرواية وهي :

شخصية اشرف داوود تمثل الافكار المستورده و الراسمالية التي تتجسد في المال و السلطة و بالتالي القوة

اما شخصية لبني فهي تمثل التمرد ومحاولة تغيير الاوضاع فهي شيوعية تبحث عن العدل و المساواه وتحارب من اجل تحقيق ذلك كما انها ترفض الاستمتاع باي مظهر من مظاهر الرفاهية دفاعاً عن معتقداتها

وفاء وهي الشخصية التي تجسد حال الكثير من الشعب المصري السائر بقوة الترهيب الفاقد للهوية المتخبط بين الامس والغد فعلى الصعيد الانساني كانت خجولة ومتدينة ولكنها كانت ترى في احلام يقظتها كل ما ترغب به وتخشى ان تعيشة في الواقع مع من تحب وتعود لتانيب الضمير و الخوف من العقاب في الاخرة

اما العمة فهي تمثل التقاليد والافكار العمياء التي يتشبث بها البعض فكانت دائماً متمسكة بالترهيب والتذكير بالعقاب و النار و كل ما يخيف حتى يسير الكل اعمياء في اتجاة واحد وهو التمسك بالعادات البالية والعقليات المنغلقة

والد اشرف ووالده وفاء هم مثال لانهيار المثل العليا في مجتمعنا المصري حيث تحول المثل الاعلى على ايديهم الى مثال للخيانة و الخداع

اما والد وفاء فكان السلبية بعينها (وهي عينة موجوده بالفعل بين الشعب المصر والذي كان لها دور كبير في ما وصلت له مصر اليوم)

عكس اختها الجرئية التي تمسكت بحبيبها رغم تهديد الاهل
ثم وصولت لمرحة الرضوخ للامر الواقع بعد فقدان حبيبها وزوجها وهذا ما يصل له العديد من الشباب في بلدنا بعد الجهاد لتحقيق الاحلام
(الاستسلام للامر الواقع و البحث على فقط مجرد الحياة ليس الا .. والشعور بالظلم والاضطهاد)

اما الاخ (اخو وفاء) (واخو لبنى) فكان الاول مثال لشباب المستقبل الذي يفتقد الهوية ويلهث خلف الزواج باجنبية و السفر للخارج وجني الاموال .. وكان التاني مثال لنوعية اخرى من الشباب الضائع الذي ينسى كل شيء خلف عقل مغيب بالمخدر مع انعدام الطموح

والده اشرف هي مثال يجسد تدليس الحقائق في عالمنا حيث سجلت تاريخها مع زوجها بكثير من الكذب وتغيير الحقائق
(وهو ما يحدث في عالمنا حيث يكتب التاريخ ويدنس الحقائق بما يتلائم مع قلم المؤرخ واتجاهاته وولاءة )

وكان هناك مكان للرمز عن طريق الاشياء ومن بعض هذه الاشياء
وعلى راسها

الفستق : وهو رمز لكل الافكار و العادات المستورده والبراقة وتشير الى ان مصر جاهزة لان تستقبلها (الفستق) حالياً

الصالون المذهب العتيق الضخم ذو القشرة الذهبة : فهو رمز لكل ما هو قديم وعفا علية الزمن من جهه .. ومن جهه اخرى فهو رمز لاشياء قد تكون براقة من الخارج في حين انها مع زوال القشرة الخارجية يتجلى لنا عفونتها وفسادها

جواز السفر : هو رمز للضياع وفقدان الهوية الوقتية نظراً للتخبط حيث يمتلك اشرف جوز سفر بريطاني ومصري وبالرغم من انه قضى معظم حياته في بريطانبا الا انه لم يشعر بالانتماء الا لبلده مصر وهذا ما نتمناه للشباب المصري (الانتماء)


قد فازت روايتها بائع الفستق بجائزة احسن عمل مترجم في امريكا وتعتبر الجائزة هي الوحيدة في أمريكا التي تعنى بالأدب العربي .. وترجمت دار «سيركيوز» بنيويورك الرواية إلى اللغة الإنجليزية، ورشحت عقب الترجمة للجائزة لتصبح المصرية الوحيدة التي فازت بهذه الجائزة في السنوات الأخيرة. وتتناول رواية «بائع الفستق» موضوعات مختلفة حول علاقة الشرق بالغرب والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية التى طرأت على مصر والعالم في العشرين سنة الأخيرة



ونقلاً عن اهم ما كتب عنها هو
إن مساحة من وعى الكاتبة كانت وراء نص بسيط إلى حد التعقيد وعميق إلى حد البساطة وثرى حد الغنى
ويؤكد موهبة صاحبته ويؤكد حقنا أن نستعيد لحظة من تراثنا العربى كانت العرب فيها تحتفل بمولد شاعر جديد
فالنحتفل بمولد روائية جديدة وجادة تعرف طريقها بقوة وتقدر فنها بالقدر الذى يمنحها الفرصة لإنتاج نص يضاف إلى سياق الرواية العربية بكل قوة


جنى

Wednesday, September 14, 2011

مبادىء .. كن حائرة



هناك بعض القيم غير قابلة لوجهات نظر مختلفة
منها الاحترام

عندما يرتبط الاحترام بالمرأه من المفترض ان لا يخضع لأي جدل .. وفي يومنا هذا اصبح هناك العديد من الافكار التي تحيرنا في الحكم عليه

فقد اصبحت الكثير من تصرفات المرأه المعتاده موضع تضارب للحكم على احترامها .. فنحن في زمن قد يصبح فيه الصح خطأ و العكس
بل وربما تتهمن الفتيات بالرجعية و التخلف ومش بعيد بالعقد النفسيه اذا كان الاحترام احد مقوماتها .

على سبيل المثال في فترات سابقة كان لازم البنت متخرجش من غير مرافق
ثم تطور الامر الى الخروج بمفردها و الرجوع قبل المغرب .. وتباعاً اصبح الخروج غير محدد بمده
و الان اصبحن الفتيات لا يبدأ خروجهن الا بعد منتصف الليل .. بالاضافة الى العديد من التغيرات الاخرى التي حدث لها تطور كطريقة تصرفهن
سواء تصرف فردي او تصرف مرتبط بالجنس الخشن في طريقة الكلام وعلو نبرة الصوت وطبيعة الحوار ... وطريقة التعبير عنه

وعلى مر الزمان كان الرجل يستطيع الحكم بوضوح على احترام الفتاة
و الغريب ان هذه القيمة اصبحت مهددة بعدم المصداقية وعدم وجود مظاهر ثابتة للحكم عليها .

هل هذا الاختلاف في وجهات النظر حقيقي ؟
ام ان شباب اليومين دول بيقولوا كده علشان التصرفات دي جايه على هواهم (الحقيقة تبقى مصيبة لو هو ده الاحترام في وجهة نظرهم)؟؟

نيجي للمفيد ده بيخليني اسال نفسي اسئلة اجاباتها ممكن تكون مختلفة بعد اختلال موازين الحكم .. (بالرغم من اقتناعي ان اكيد ديننا الحنيف هو الفيصل في الموضوع ده) ... وممكن تعتمد كمان على عمر وخبرة الي بيقول رأيه

امتى ممكن يكون الحكم على البنت من وجهة نظر الرجل انها بنت محترمة في الزمن الي احنا عايشينه وامتى تكون العكس ؟

ازاي ممكن تكون المراه مواكبة للتطور و الحياة وفي نفس الوقت قادرة تعمل توازن في تصرفاتها بحيث تكون مش متزمتة زياده ولا متحررة زياده وتحتفظ باحترام الاطراف الاخرى واحترامها لنفسها كمان ؟؟

ازاي نقدر نحافظ على امراه المستقبل ونوجهها صح علشان تكون امراه محترمة في المستقبل ؟

Sunday, March 6, 2011

عدسة مكبرة




تختلف نظرتنا للحياة باختلاف وجهات نظرنا .. او باختلاف المكان الذي نختارة لكي نتمعنها منه فكل منا يرى الحياة من الزاوية المتاحة له حيث يقف ويولي وجهته نحوها متاثراً بما يعيشة وما يواجهه وما يعاني من مخاوف او حتى ما ينتظرة من افراح

نلتقط لها لحظات فاصلة بعدساتنا ومشاعرنا وتقلباتنا اللانهائية .. نحكم على ملابساتها من خلالها واحياناً نقرر قراراتنا المصيرية بناء عليها

وتقول احد المقولات التي ازعم بان لها صلة كبيرة بتلك النظرة سواء كانت حقيقية او وهمية .. متفائلة او متشائمة للحياة

لا تنظر إلى الحياة بعدسة مكبرة .. لأنك قد ترى كل التفاصيل المزعجة التي ليس من المفروض أن تراها .. مما يجعل نظرتك للحياة غير واقعية

وعندما اتعمق بتفاصيل العبارة اجدها تقودني في لاكثر من تصرف محتمل لو عملت بها
فأحياناً تتملكنا رغبة قد تكون مجنونة في نظر البعض وقد تكون العقل بعينه لدى آخرون وهي

لابد وان ننظر الى الحياة بكل تفاصيلها من خلال عدسة مكبرة تمكنا من رؤية كل التفاصيل الغير واضحة .. حتى نستطيع ان نراها بحيادية

وغالباً ما تكون هذه التفاصيل واضحة وضوح الشمس ولكننا من كثرة وضوحها نرتدي نظارات شمسية تحجب اشعتها الموجعة حتى نحمي انفسنا من مواجهتها

وفي بعض الاحيان قدتكبر هذه العدسة ما لا يجب ان نراه اكبر من حجمة حتى لا يفقد الحجم الطبيعي له ولا نعطيةاكبر من قدرة او نضخمة فنراه ذلك العملاق المتوحش الذي قد يبتلعنا الى اعماق بالوعة الخوف والاضطراب
وقد تساعدنا هذه العدسة في بعض الاوقات على التعرف على اخطائنا التي قد نعتبرها صغيرة او عيوبنا التي تخفى عنا سواء عن قصد منا او عن دون قصد .. تاخذ بيدنا فنتحسس الحقيقة التي نكفنها داخل مقبرة الامبالاة .

اتسائل


كيف نستطيع ان نحدد متى نحتاج ان نلتقط الحياة بتلك العدسة المكبرة ؟

ومتى لابد وان نتخلص منها لنرى الحقيقة كما هي بدون اجحاف او تضخيم ؟

ما هو معيارنا الذي نقرر عن طريقة تبديل تلك العدسات باختلاف احجامها ؟

وهل لدينا تلك المقدرة المطاطة للتحكم في حجم الاشياء طبقاً لاحتياجاتنا ؟

وما هي اعترافاتنا حول التقاطنا لاحداث اوقفت الزمن في اللحظة الغير مناسبة فاغرقت كل اللحظات اللاحقة ؟