Tuesday, May 8, 2007

ثلاثة وجوه لعمله واحده




استوقفتني عباره استطيع ان اطلق عليها قول مأثوروهي :هكذا طبعي لا استطيع تغييره فالطبع يغلب التطبع وقد جذبتني هذه المقوله الي التمعن في النفس البشريه فادركت ان النفس البشريه ما هي الا صندوق مليء بالاسرار الانهائيه و ليس المقصود هنا اسرار نود اخفائها ... ولكن هي اسرار تتعلق بنا نحن شخصياً وبطباعنا ... وقد لا نكون على علم بوجودها داخلنا وبإختلاف شخصياتنا وتركيباتنا النفسيه ... على سبيل المثال لا الحصر ... فهناك المتواضع ... وهناك من يمتلك الثقه بالنفس ... واخر من يتملكه الغرور


وهنا ويجب التفريق بين ثلاثه : (التواضع) (الثقة بالنفس) و (الغرور) : وهنا تستحضرني عباره اعجبتني كثيراً ... قالتها احلام مستغانمي في احد رواياتها تقول ..في الواقع ... التواضع كلمة لا تناسبني تماماً ... أن تتواضع يعني أن تعتقد أنك مهم لسبب أو لآخر ... ثم تقوم بجهد التنازل والتساوي لبعض الوقت بالآخرين دون أن تنسى تماما أنك أهم منهم.


اما الثقه بالنفس فهي من الصفات التي تدعم الشخصيه وتعززها ... ولها مظاهر معينه تتحدد في النشاط الاجتماعي والانفعال السلوكي السوي والذي يبرز بصوره ملحوظه على النفس ... ومن خلال العلاقات الاجتماعيه المتسمه بالمحبه والتعاون وحب المشاركة مع الآخرين ... وعادتاً ما يكتسب الفرد هذه الصفات من خلال ...تكرار النجاح ... والقدرة على تجاوز الصعوبات والمواقف المحرجة والحكمة في التعامل وتوطين النفس على تقبّل النتائج مهما كانت وهذا شيء إيجابي



والمغرور هو الشخص الذي يحب نفسه كثيراً ... وهنا تكشف الانا عن نفسها تفسر لنا لغز الغرور ... تعترف بوجودها وأعتزازها بصداقتها الحميمة للذات ومن هنا نستطيع ان نستخلص ان ... لقاء الأنا مع الذات هو غرور غير مشروع !!! وفي نهاية القاء نستطيع ان نجزم ان ... الغرور إفلاس للنفس ... والزهد غنى النفس فالغرور شعور بالعظمة وتوهّم الكمال ... أي أنّ الفرق بين الثقة بالنفس وبين الغرور هو أنّ الأولى تقدير للامكانات المتوافرة ... أمّا الغرور ففقدان أو إساءة لهذا التقدير ... وقد تزداد الثقة بالنفس للدرجة التي يرى صاحبها في نفسه القدرة على كلّ شيء ... فتنقلب إلى غرور ... إنّ شعورنا بالرضا عن إنجازاتنا وتفوقنا مبرر إلى حدٍّ ما ... لكن شعورنا بالانتفاخ فلا مبرر له



لو درسنا شخصية أي مغرور أو أية مغرورة ... لرأينا أن هناك خطأً في تقييم وتقدير كل منهما لنفسه ... فالمغرور شاباً كان أو فتاة ... رجلاً كان أو امرأة ... يرى نفسه مفخمة وأكبر من حجمها ... بل وأكبر من غيرها أيضاً ... فيداخله العجب ويشعر بالزهو والخيلاء لخصلة يمتاز بها ... أو يتفوّق بها على غيره ... وقد لا تكون بالضرورة نتيجة جهد شخصي بذله لتحصيلها ... وإنّما قد تكون هبة أو منحة حباه الله إياها .وهذا يعني أن نظرة المغرور إلى نفسه غير متوازنة ... ففي الوقت الذي ينظر إلى نفسه باكبار ومغالاة ... تراه ينظر إلى غيره باستصغار وإجحاف ... فلا نظرته إلى نفسه صحيحة ولا نظرته إلى غيره سليمة فالغرور ظاهرة المرضية هي من أخطر ما يصيب الانسان ... ويقوده الى المهالك ... ويورطه في مواقف ... قد تنتهي به الى مأساة مفجعة


صوّرها القرآن بقوله: (إنّ الانسان لَيطغى * أن رآه استغنى).العلق / 6 ـ 7
وحذر من تلك الظاهرة في ايراده لوصية لقمان لابنه

ولا تُصَعِّر خدّك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إنّ الله لا يحبّ كلّ مُختال فخور.(لقمان / 18) انك لن تخرِقَ الارضَ ولن تبلغَ الجبالَ طولاً. الاسراء / 37


ولذلك فشعور المغرور بالانتفاخ فلا مبرر له هو أشبه بالهواء الذي يدور داخل بالون أو بالورم الذي قد يحسبه البعض سمنة العافية وما هو بالعافية وفي ذلك يقول الشاعرأُعيذها نظرات منكَ صادقةً***أن تحسبَ الشحمَ فيمن شحمُه ورمُو


لذا لابد وان تكون هناك وقفه مع انفسنا اولا ثم مع من نتعامل معهم ثانياً وعندما نقرر ذلك لابد وان نكون موضوعيين في مواجهة انفسنا نكون موضوعيين في تقييمنا لغيرنا و أن نقدر كلّ شيء تقديراً طبيعياً بلا مغالاة أو مبالغة أو تضخيم ... وبلا إجحاف أو غمط أو تقزيم


وانطلاقاً من قناعتانا التامه بقوله تعالى: (فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ )لقمان:33 لابد وان نحاول جاهدين الاجابه على التساؤلات التي بمقتضاها نستطيع ان نحكم على انفسنا وعلى الاخرين خوفاً من ان نكون من المغرورين ... فالمغرور في الدنيا مسكين وفي الآخرة مغبون ... لأنه باع الأفضل بالأدنى ... ولا تعجب بنفسك... فربما اغتررت بمالك وصحة جسدك ... إن لعللك تبقى... وربما اغتررت بطول عمرك وأولادك وأصحابك لعلك تنجو بهم ... وربما أقمت نفسك على العبادة متكلفاً والله يريد الإخلاص ... وربما توهمت أنك تدعو الله وأنت تدعو سواه وهي


كيف نستطيع ان نحكم على انفسنا ؟؟
وما هي الظواهر التي تمكنا من الحكم على الاخرين ؟؟
وما هو اعتقادنا الشخصي تجاه لتواضع ؟؟
على يقين اننا نملك من الامانه لعرض نتائجنا في الحكم سواء على انفسنا او على الاخرين ... للإستفاده العامه


"جنى"


No comments: