تعتمد الرواية على تيمة الحب ظاهريا بينما نتابع اسقاطات سياسية مصاحبة للاحداث .. حيث يتابع المتلقي قصة الحب الثلاثية الابعاد بين البطل اشرف داوود وهو مذدوج الجنسية حيث يحمل الجنسية المصرية والبريطانية وهو من اصل مصري وقضى عمرة في بريطانيا وهو نموذج للراسمالية و النفوذ .. ووفاء وهي فتاة مصرية عادية وتقليدية ومتشبثة بالعادات و القاليد المصرية .. ولبني الفتاة الشيوعية القوية التي تنادي بالعدل و المساواه
وفي الحقيقة يجد القاريء نفسة مستدرج الى اسقاطات سياسية تجسدها شخصيات واشياء متعدده في الرواية وهي :
شخصية اشرف داوود تمثل الافكار المستورده و الراسمالية التي تتجسد في المال و السلطة و بالتالي القوة
اما شخصية لبني فهي تمثل التمرد ومحاولة تغيير الاوضاع فهي شيوعية تبحث عن العدل و المساواه وتحارب من اجل تحقيق ذلك كما انها ترفض الاستمتاع باي مظهر من مظاهر الرفاهية دفاعاً عن معتقداتها
وفاء وهي الشخصية التي تجسد حال الكثير من الشعب المصري السائر بقوة الترهيب الفاقد للهوية المتخبط بين الامس والغد فعلى الصعيد الانساني كانت خجولة ومتدينة ولكنها كانت ترى في احلام يقظتها كل ما ترغب به وتخشى ان تعيشة في الواقع مع من تحب وتعود لتانيب الضمير و الخوف من العقاب في الاخرة
اما العمة فهي تمثل التقاليد والافكار العمياء التي يتشبث بها البعض فكانت دائماً متمسكة بالترهيب والتذكير بالعقاب و النار و كل ما يخيف حتى يسير الكل اعمياء في اتجاة واحد وهو التمسك بالعادات البالية والعقليات المنغلقة
والد اشرف ووالده وفاء هم مثال لانهيار المثل العليا في مجتمعنا المصري حيث تحول المثل الاعلى على ايديهم الى مثال للخيانة و الخداع
اما والد وفاء فكان السلبية بعينها (وهي عينة موجوده بالفعل بين الشعب المصر والذي كان لها دور كبير في ما وصلت له مصر اليوم)
عكس اختها الجرئية التي تمسكت بحبيبها رغم تهديد الاهل
ثم وصولت لمرحة الرضوخ للامر الواقع بعد فقدان حبيبها وزوجها وهذا ما يصل له العديد من الشباب في بلدنا بعد الجهاد لتحقيق الاحلام
(الاستسلام للامر الواقع و البحث على فقط مجرد الحياة ليس الا .. والشعور بالظلم والاضطهاد)
اما الاخ (اخو وفاء) (واخو لبنى) فكان الاول مثال لشباب المستقبل الذي يفتقد الهوية ويلهث خلف الزواج باجنبية و السفر للخارج وجني الاموال .. وكان التاني مثال لنوعية اخرى من الشباب الضائع الذي ينسى كل شيء خلف عقل مغيب بالمخدر مع انعدام الطموح
والده اشرف هي مثال يجسد تدليس الحقائق في عالمنا حيث سجلت تاريخها مع زوجها بكثير من الكذب وتغيير الحقائق
(وهو ما يحدث في عالمنا حيث يكتب التاريخ ويدنس الحقائق بما يتلائم مع قلم المؤرخ واتجاهاته وولاءة )
وكان هناك مكان للرمز عن طريق الاشياء ومن بعض هذه الاشياء
وعلى راسها
الفستق : وهو رمز لكل الافكار و العادات المستورده والبراقة وتشير الى ان مصر جاهزة لان تستقبلها (الفستق) حالياً
الصالون المذهب العتيق الضخم ذو القشرة الذهبة : فهو رمز لكل ما هو قديم وعفا علية الزمن من جهه .. ومن جهه اخرى فهو رمز لاشياء قد تكون براقة من الخارج في حين انها مع زوال القشرة الخارجية يتجلى لنا عفونتها وفسادها
جواز السفر : هو رمز للضياع وفقدان الهوية الوقتية نظراً للتخبط حيث يمتلك اشرف جوز سفر بريطاني ومصري وبالرغم من انه قضى معظم حياته في بريطانبا الا انه لم يشعر بالانتماء الا لبلده مصر وهذا ما نتمناه للشباب المصري (الانتماء)
قد فازت روايتها بائع الفستق بجائزة احسن عمل مترجم في امريكا وتعتبر الجائزة هي الوحيدة في أمريكا التي تعنى بالأدب العربي .. وترجمت دار «سيركيوز» بنيويورك الرواية إلى اللغة الإنجليزية، ورشحت عقب الترجمة للجائزة لتصبح المصرية الوحيدة التي فازت بهذه الجائزة في السنوات الأخيرة. وتتناول رواية «بائع الفستق» موضوعات مختلفة حول علاقة الشرق بالغرب والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية التى طرأت على مصر والعالم في العشرين سنة الأخيرة
ونقلاً عن اهم ما كتب عنها هو
إن مساحة من وعى الكاتبة كانت وراء نص بسيط إلى حد التعقيد وعميق إلى حد البساطة وثرى حد الغنى
ويؤكد موهبة صاحبته ويؤكد حقنا أن نستعيد لحظة من تراثنا العربى كانت العرب فيها تحتفل بمولد شاعر جديد
فالنحتفل بمولد روائية جديدة وجادة تعرف طريقها بقوة وتقدر فنها بالقدر الذى يمنحها الفرصة لإنتاج نص يضاف إلى سياق الرواية العربية بكل قوة
جنى